الرباط تحتضن تجربة رائدة في الابتكار الرقمي التربوي بثانوية ابن رشد التأهيلية
احتضنت المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بمدينة الرباط، يوم الأربعاء 21 ماي 2025، بثانوية ابن رشد التأهيلية، تجربة متميزة تمثلت في تجريب المشروع التربوي “Osi Software”، والذي يأتي ثمرة تعاون مثمر بين الجمعية الناشئة eSTEM Morocco ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وذلك ضمن مبادرة الصندوق التجريبي Sandbox، التي تندرج في إطار برنامج المختبر الرقمي للتربية الوطنية DigitalLab.
ويهدف هذا المشروع إلى إدماج التكنولوجيات الحديثة في المجال التربوي، من خلال تطوير برمجيات تعليمية رقمية تفاعلية تساعد التلاميذ على تنمية مهاراتهم في مجالات العلوم، التكنولوجيا، الهندسة والرياضيات (STEM)، وتحفزهم على الإبداع والابتكار في بيئة تعليمية رقمية منفتحة وآمنة.
تميز هذا الحدث التربوي بحضور ثلة من المسؤولين التربويين، وأطر المديرية الإقليمية، ومديري المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى مجموعة من الأساتذة والتلاميذ الذين شاركوا في ورشات عملية تفاعلية أُقيمت خصيصًا للتعريف ببرمجية “Osi Software” وآليات استخدامها في الفصول الدراسية. وقد لاقت هذه الورشات تجاوبًا كبيرًا من طرف الحاضرين، حيث عبروا عن إعجابهم بمحتوى المشروع وإمكانياته في تطوير العملية التعليمية.
المشروع، الذي تم اختباره لأول مرة في ثانوية ابن رشد التأهيلية، يمثل أحد المشاريع الرائدة التي تشكل بداية لمسار طويل من التجريب الرقمي داخل المنظومة التربوية المغربية. ويُنتظر أن يتم تعميم هذه التجربة على مؤسسات تعليمية أخرى، بعد تقييم نتائجها وتحديد مكامن القوة والنقط التي تحتاج إلى تحسين، في أفق جعل التكنولوجيا الرقمية مكونًا أساسيًا في العملية التعليمية.
وأكد ممثلو الجمعية الناشئة eSTEM Morocco، خلال مداخلاتهم، أن هدفهم الرئيسي هو دعم المدرسة المغربية بمشاريع مبتكرة قادرة على ردم الفجوة الرقمية بين المؤسسات التعليمية، وتعزيز الكفايات الرقمية لدى المتعلمين، انسجامًا مع الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، ومع خارطة الطريق 2022-2026 التي وضعتها وزارة التربية الوطنية.
كما شدد ممثلو المديرية الإقليمية للتعليم بالرباط على أهمية مثل هذه المبادرات في مواكبة التحول الرقمي الذي يعرفه قطاع التعليم، مشيرين إلى أن المختبر الرقمي للتربية الوطنية DigitalLab يشكل فضاء تجريبياً مرناً يسمح باختبار حلول تكنولوجية جديدة قبل تعميمها، مما يضمن جودة وفعالية هذه الابتكارات، وتوافقها مع حاجيات المتعلمين والأساتذة على حد سواء.
الجدير بالذكر أن هذه المبادرة لقيت اهتمامًا واسعًا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت المديرية الإقليمية بنشر تغطية مصورة وشاملة للحدث على صفحتها الرسمية على فيسبوك، وهو ما يعكس انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها الرقمي، وحرصها على إشراك كافة مكونات المجتمع التربوي في مستجدات القطاع.
وبهذه الخطوة، ترسخ ثانوية ابن رشد التأهيلية حضورها كمؤسسة تعليمية نموذجية منفتحة على المشاريع التربوية ذات البعد التكنولوجي، ومواكِبة للتوجهات الوطنية والدولية الرامية إلى تحديث المدرسة العمومية وجعلها قادرة على إعداد أجيال مواطنة، مبدعة، ومتمكنة من أدوات العصر الرقمي.
ويُتوقع أن تفتح هذه المبادرة آفاقًا جديدة أمام شراكات مستقبلية بين الوزارة والجمعيات الناشئة والمقاولات التكنولوجية، بهدف تطوير حلول رقمية تعليمية مبتكرة تواكب متطلبات القرن الواحد والعشرين، وتلبي حاجات المتعلمين في المغرب بشكل عادل وفعال.
إن نجاح تجربة “Osi Software” بثانوية ابن رشد لا يعكس فقط الإمكانيات التقنية والتربوية للمشروع، بل يؤكد أيضًا على حيوية المجتمع المدني ودوره المحوري في النهوض بالمدرسة العمومية، وعلى أهمية الاستثمار في الكفاءات الشابة التي تحمل رؤى جديدة ومقاربات متقدمة لتجويد التعليم.
عادل العطاري