Home / منشورات / مقالات / إعدادية العرفان تضيء سماء الإبداع التربوي: الجائزة الكبرى للفيلم التربوي تتويج مستحق لجهود جماعية

إعدادية العرفان تضيء سماء الإبداع التربوي: الجائزة الكبرى للفيلم التربوي تتويج مستحق لجهود جماعية

إعدادية العرفان تضيء سماء الإبداع التربوي: الجائزة الكبرى للفيلم التربوي تتويج مستحق لجهود جماعية

إعدادية العرفان تضيء سماء الإبداع التربوي: الجائزة الكبرى للفيلم التربوي تتويج مستحق لجهود جماعية

عادل العطاري الرباط – ماي 2025

في إنجاز تربوي وطني يبعث على الفخر والاعتزاز، تمكنت إعدادية العرفان، التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالرباط، من انتزاع الجائزة الكبرى للفيلم التربوي لسنة 2025. ويأتي هذا التتويج تتويجًا لعمل جماعي منسجم جمع بين الإبداع الفني والرؤية التربوية الهادفة، بفضل مجهودات الأطر الإدارية والتربوية، وتحت إشراف مباشر وتوجيه مستمر من المديرية الإقليمية.

هذا الفوز ليس حدثًا عابرًا، بل هو ثمرة استراتيجية تربوية واضحة، تؤمن بأن الأنشطة الموازية والفنون التربوية رافعة حقيقية لتعزيز قدرات المتعلمين، وترسيخ قيم الانفتاح، والابتكار، والعمل الجماعي.

فيلم تربوي يلامس وجدان المتعلم

جسد الفيلم الفائز رؤية تربوية راقية، حيث تناول بعمق قضايا حساسة يعيشها المتعلم داخل الوسط المدرسي، من أبرزها ظاهرة التنمر، والتحديات النفسية التي تواجه التلميذ في مساره الدراسي.
وجاء العمل متكاملًا من حيث الإخراج، التمثيل، والرسائل التربوية، مما أضفى عليه طابعًا احترافيًا رغم اعتماده على وسائل بسيطة.

لم يكن الفيلم مجرد عمل فني، بل كان تمرينًا حيًّا في التربية على القيم، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي. وقد أبدع التلاميذ في نقل رسائلهم بلغة سينمائية جذابة، تفاعل معها الجمهور ولجنة التحكيم بشكل كبير، مما يعكس مستوى النضج التربوي والثقافي الذي بلغوه بفضل التأطير الجيد والدعم المتواصل.

الأطر التربوية والإدارية: قلب الإنجاز النابض

يعود الفضل في هذا الإنجاز إلى التفاني الكبير للأطر التربوية والإدارية بإعدادية العرفان، الذين عملوا بروح الفريق، وساهموا في تأطير التلاميذ على مدى أسابيع، بل أشهر، من العمل المتواصل.
لقد سهر الأساتذة على توجيه التلاميذ، وتطوير سيناريو الفيلم، ومرافقتهم في كل مراحل الإنتاج، بدءًا من الفكرة، إلى التصوير، فالمونتاج، وصولًا إلى العرض.

كما قامت الإدارة التربوية بتوفير الدعم اللوجستي والتنظيمي اللازم، وحرصت على خلق بيئة مدرسية محفزة تحتضن الإبداع وتحتفي بالتميز. إن حضور الإدارة القريبة والمنفتحة كان عاملًا حاسمًا في نجاح هذه التجربة الفنية التربوية.

دور المديرية الإقليمية بالرباط: مواكبة حثيثة ودعم تربوي

لا يمكن الحديث عن هذا التتويج دون الإشادة بالدور البارز الذي قامت به المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالرباط.
فقد واكبت المشروع منذ بداياته الأولى، وقدمت التوجيهات اللازمة، وعبّرت عن استعدادها الدائم لدعم كل المبادرات التربوية والفنية التي تندرج ضمن رؤية المدرسة المنفتحة والمواطِنة.

إن هذه المديرية تُبرهن، مرة أخرى، على التزامها بجعل المؤسسات التعليمية فضاءات للإبداع والتكوين الشامل، وليس فقط للتحصيل الأكاديمي. كما أكدت، من خلال هذا الدعم، أن الاستثمار في الثقافة المدرسية هو رهان تربوي رابح، يفتح آفاقًا جديدة أمام التلاميذ لتنمية شخصياتهم وبناء ذواتهم.

مدرسة عمومية تنتصر بالإبداع

في زمن تتعالى فيه الأصوات المشككة في قدرات المدرسة العمومية، يأتي هذا التتويج ليرد بقوة، ويؤكد أن المدرسة العمومية المغربية لا تزال قادرة على إنتاج التميز، متى توفرت الإرادة، والدعم، والتأطير الجيد. لقد أثبتت إعدادية العرفان أن التحديات لا تُرهب الطاقات التربوية عندما تتحلى بالإرادة الجماعية والعزيمة.

كما أثبت التلاميذ أن الإبداع ليس حكرًا على مؤسسات ذات إمكانيات كبيرة، بل يمكن للموارد البسيطة أن تصنع الفرق، عندما يُؤمن المعلمون بقدرات تلامذتهم، ويمنحونهم الفرصة للتعبير، والتجريب، والتعلم بالممارسة.

دعوة للاستمرار والتعميم

إننا اليوم أمام تجربة ملهمة، ينبغي توثيقها، والاستفادة منها في باقي المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني.
كما نأمل أن يشكل هذا الإنجاز التربوي حافزًا إضافيًا لتوسيع دائرة الأنشطة الفنية والتربوية، ودمجها بشكل مؤسساتي في الحياة المدرسية.

نحتاج إلى إدراج السينما المدرسية ضمن البرامج التكوينية، وتوفير الموارد التقنية والبشرية لتأطيرها.
كما نأمل في تعزيز الشراكات بين المؤسسات التعليمية والفاعلين الثقافيين، قصد فتح مزيد من الفضاءات أمام المتعلمين للتعبير والتكوين الذاتي.

خاتمة: هذا الفوز لنا جميعًا

فوز إعدادية العرفان بالجائزة الكبرى للفيلم التربوي لا يمثّل المؤسسة وحدها، بل يُمثل المدرسة العمومية المغربية، بكل ما تحمله من قيم، وتحديات، وآمال. إنه انتصار للفعل التربوي الجاد، وللثقافة التي تُغرس في العقول والقلوب، وللأطر التي تشتغل بصمت وتفانٍ كل يوم. فلنحتفِ بهذا الإنجاز، ولنجعل منه بداية لمسار مستمر من الإبداع، والتجديد، والتميز في المدرسة المغربية.

مبروك لإعدادية العرفان و خاصة الفريق الذي حقق خذا الانجاز و المتكون من : خديجة البرد ـ فاطمة الزهراء لمناتي ـ نرمين عزيزي ـ خالد غزلان ـ محمد عاطف – ذة شيماء الباني – المدير محمد أبوحيل، ومزيدًا من التألق للمديرية الإقليمية بالرباط، وكل الأطر التربوية الملتزمة برهان الجودة والابتكار!

Tagged:

Leave a Reply