بيان نضالي للأساتذة المبرزين: محطة مفصلية في معركة الكرامة والاعتراف
في سياق الاستمرار النضالي الذي تخوضه النقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، انعقد يوم الجمعة 17 ماي 2025 اجتماع هام للسكرتارية الوطنية للأساتذة المبرزين، في مدينة الدار البيضاء. هذا الاجتماع يأتي في لحظة دقيقة وحاسمة، حيث يتصاعد الاحتقان في صفوف الشغيلة التعليمية، خاصة فئة الأساتذة المبرزين، نتيجة استمرار تجاهل الوزارة الوصية لمطالبهم العادلة والمشروعة.
الأساتذة المبرزون في قلب المعركة النقابية
أكدت السكرتارية الوطنية للأساتذة المبرزين أن وضعية هذه الفئة تزداد سوءًا بفعل سياسة التماطل والمماطلة التي تنهجها الوزارة. إذ منذ سنوات، تعيش هذه الفئة حالة من الإقصاء المؤسساتي، وعدم الاعتراف بخصوصيتها، في ظل غياب إطار مرجعي ينظم مهامها ومسارها المهني، رغم الدور المحوري الذي تضطلع به في تأطير التكوين والتعليم داخل الأقسام التحضيرية، والمدارس العليا، والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.
جمود الوزارة وتأجيل الملفات
نددت السكرتارية بتجاهل الوزارة لمراسلاتها المتكررة، ومحاولاتها الحثيثة لفتح قنوات الحوار. ورغم الوعود المتكررة، ما تزال الوزارة تماطل في إخراج إطار خاص بالأساتذة المبرزين. واعتبرت أن التأخر في إخراج هذا الإطار يشكل إهانة لمكانة هذه الفئة، ويؤكد غياب إرادة سياسية حقيقية لدى الحكومة لمعالجة هذا الملف بجدية ومسؤولية.
توحيد الصف النقابي وتوسيع رقعة النضال
في هذا السياق، عبرت السكرتارية الوطنية للأساتذة المبرزين عن تمسكها بخيار النضال الوحدوي. وشددت على أهمية التنسيق مع مختلف مكونات الحركة النقابية المناضلة، ومع باقي الفئات التعليمية، من أجل خوض معركة موحدة ضد السياسات اللاشعبية التي تستهدف المدرسة العمومية، وتقوض كرامة رجال ونساء التعليم.
وأكدت السكرتارية أن الانخراط في العمل النضالي الوحدوي يفرض نفسه بإلحاح، في ظل استفحال الأزمة التعليمية، وتصاعد الهجوم على الحقوق والمكتسبات، وتنامي منطق الاستغلال داخل المؤسسات التعليمية.
معركة الاعتراف القانوني بالإطار
أوضحت السكرتارية أن ملف الإطار يمثل أولوية قصوى بالنسبة للأساتذة المبرزين، واعتبرته المدخل الأساسي لحل مختلف الإشكالات التنظيمية والهيكلية التي تواجه هذه الفئة. كما طالبت بتسوية الوضعية الإدارية والمالية لجميع المبرزين، بما يشمل الترقية، والتعويضات، وتوحيد المسار المهني.
كما شددت على ضرورة حماية خصوصية التكوين والتدريس لدى الأساتذة المبرزين، وإشراكهم في القرارات المتعلقة بمهامهم البيداغوجية، والمهنية، والتكوينية.
رفض الهروب إلى الأمام والتأجيل المستمر
انتقدت السكرتارية ما وصفته بسياسة الهروب إلى الأمام، التي تنهجها الوزارة تجاه ملف الأساتذة المبرزين. وأكدت أن كل محاولات تأجيل الحل، أو التذرع بصعوبات مالية أو إدارية، لن تزيد الوضع إلا تعقيدًا، ولن تقابل إلا بالمزيد من النضال والصمود. وطالبت ببرمجة لقاء مستعجل مع الوزارة لمناقشة الملف في شموليته، وإيجاد حلول عاجلة ومنصفة.
التشبث بالنضال الواعي والمسؤول
جددت السكرتارية الوطنية للأساتذة المبرزين تشبثها بخيار النضال الواعي والمسؤول. وأكدت أنها لن تقبل باستمرار تهميش هذه الفئة، وأنها ستواصل خوض كل الأشكال النضالية، بما فيها المسيرات، والوقفات، والإضرابات، حتى تحقيق المطالب المشروعة.
ودعت جميع المبرزين والمبرزات إلى الالتفاف حول تنظيمهم النقابي، وتقوية الجبهة الداخلية، والاستعداد لخوض محطات نضالية نوعية خلال الموسم المقبل، دفاعًا عن الكرامة، والعدالة، والاعتراف.
تحميل الوزارة المسؤولية الكاملة
حملت السكرتارية الوطنية المسؤولية الكاملة للوزارة في ما آلت إليه أوضاع المبرزين. واعتبرت أن استمرار الاحتقان، وتنامي الإحساس بالحيف، مرده المباشر إلى غياب الجدية في التعاطي مع هذا الملف. كما دعت الحكومة إلى الإسراع في تنفيذ التزاماتها، والقطع مع السياسات التراجعية، التي تهدد استقرار المنظومة التعليمية.
نحو رؤية شمولية لإصلاح التعليم
أكدت السكرتارية أن النضال من أجل إنصاف الأساتذة المبرزين لا ينفصل عن معركة إصلاح المنظومة التعليمية ككل. واعتبرت أن إصلاح التعليم لا يمكن أن يتم دون الاعتراف بدور الأطر التعليمية، وتمكينهم من حقوقهم كاملة. وشددت على ضرورة التأسيس لمدرسة عمومية ديمقراطية، مجانية، وعادلة، قادرة على تحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء مغرب جديد قائم على المساواة والمعرفة.
وحدة النضال من أجل الكرامة
في ختام اجتماعها، وجهت السكرتارية الوطنية للأساتذة المبرزين نداءً وحدوياً صريحاً. دعت فيه إلى تعزيز التضامن النقابي، ورص الصفوف، وتكثيف التعبئة، من أجل انتزاع المطالب، وحماية الكرامة، والتصدي لكل أشكال التهميش والإقصاء. وأكدت أن المعركة مستمرة، وأن النصر سيكون حليف المبرزات والمبرزين، ما داموا مؤمنين بقضيتهم، ومتشبثين بتنظيمهم النقابي المناضل.
إن نضال الأساتذة المبرزين اليوم هو تعبير صادق عن الإصرار على الكرامة، وعن رفض كل أشكال التمييز والتهميش. وهي معركة تتجاوز حدود المطالب الفئوية لتصب في قلب النضال العام من أجل تعليم عمومي جيد، مجاني، ومنصف. وعليه، فإن كل دعم ومساندة لهذا النضال، هو مساهمة في بناء مستقبل أكثر عدلاً ومساواة.
وعاشت منظمتنا صامدة، وعاشت الشغيلة التعليمية موحدة، صامدة، مناضلة.