ملتقى نساء النقابة الوطنية للتعليم: صوت المرأة الشغيلة يتعالى دفاعاً عن الكرامة والحقوق
في خطوة تنظيمية نضالية بارزة، انعقد يوم السبت 26 أبريل 2025، الملتقى الوطني لنساء النقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل،لاعلاء صوت المرأة الشغيلة دفاعاً عن المدرسة العمومية المغربية الكرامة والحقوق وذلك بالمقر المركزي بالدار البيضاء.
وقد جاء ملتقى نساء النقابة الوطنية للتعليم في لحظة دقيقة، تتقاطع فيها التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تواجهها نساء التعليم، مع تصاعد الهجمات على المدرسة العمومية، والحقوق الاجتماعية المكتسبة، وعلى رأسها الحق في توفير ظروف العمل اللائق والكرامة والعدالة الاجتماعية.
هذا الحدث النقابي شكل محطة نوعية لتقييم واقع الشغيلة النسائية التعليمية، واستشراف آفاق النضال المشترك من أجل حماية المكتسبات، ومواجهة السياسات اللاشعبية التي تستهدف المدرسة العمومية، خصوصاً في ظل استمرار الدولة المغربية في فرض سياسات التعاقد والهشاشة، والتماطل في تفعيل الاتفاقات القطاعية ذات الصلة.
المرأة الشغيلة: من الهامش إلى مركز الفعل النقابي
لقد أكد البيان الختامي لملتقى المرأة الشغيلة التعليمية على أهمية الحضور النوعي للمرأة داخل هياكل النقابة الوطنية للتعليم، ليس فقط كقوة عددية ولكن أيضاً كرافعة للنضال النقابي النوعي.
وقد تمت مناقشة مختلف الأدوار التي تقوم بها نساء التعليم في الدفاع عن المدرسة العمومية، وفي مواجهة السياسات الحكومية التي تنتهك حقوقهن وتزيد من هشاشة أوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية.
وتميز الملتقى بالاستماع إلى مداخلات نسائية من مختلف ربوع الوطن، عبرت عن معاناة الشغيلة النسائية مع التهميش، والعنف، وتزايد الأعباء المهنية والأسرية، في ظل ضعف الحماية الاجتماعية والتمييز في الترقية والتكليفات، وغياب بنيات الاستقبال الملائمة في المؤسسات التعليمية.
أبرز مضامين البيان الختامي
- التضامن مع الشعب الفلسطيني: عبر البيان عن تضامن نساء التعليم المطلق مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وخاصة في ظل ما يتعرض له من إبادة ممنهجة من طرف الكيان الصهيوني. وقد حيّت نساء النقابة صمود المرأة الفلسطينية، ودعين إلى مواصلة الدعم بكافة أشكاله.
- التمسك بالنضال من أجل الحقوق والمكتسبات: شدد البيان على رفض التراجعات الخطيرة التي تمس المدرسة العمومية، وعلى رأسها نظام التعاقد، والتماطل في تسوية ملفات نساء ورجال التعليم بمختلف فئاتهم، خاصة الأطر الإدارية والتربوية، والمقصيين من الترقية، وأساتذة الزنزانة 10، والمساعدين التقنيين والإداريين، وغيرها من الفئات المتضررة.
- مواجهة العنف بكل أشكاله: أدان البيان بشدة تفشي ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية، وخاصة العنف الذي تتعرض له النساء، سواء من طرف التلاميذ أو الإدارات أو حتى المحيط الاجتماعي. كما دعا إلى ضرورة الإسراع بإخراج قانون إطار يحمي النساء في الفضاء المهني.
- تعزيز الحضور النسائي في الهياكل النقابية: شدد البيان على أهمية إشراك النساء في مواقع القرار النقابي، وتوسيع قاعدة المشاركة النسائية في اللجان المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية، لما لذلك من أثر إيجابي على فعالية الأداء النقابي.
- مناهضة السياسات النيوليبرالية: أكد الملتقى على رفض كافة السياسات النيوليبرالية التي تستهدف تفكيك المدرسة العمومية، وفرض المزيد من الهشاشة على نساء ورجال التعليم، وعلى أهمية بناء جبهة اجتماعية موحدة لمواجهة هذه السياسات.
- التوصية بتأسيس شبكة نساء التعليم الكونفدراليات: كخطوة نضالية وتنظيمية، أوصى البيان بضرورة خلق شبكة تواصل وطنية خاصة بنساء النقابة الوطنية للتعليم، بهدف تعزيز التضامن، وتبادل التجارب، وتنسيق المبادرات النضالية النسائية.
إن الملتقى الوطني لنساء النقابة الوطنية للتعليم لم يكن مجرد لقاء عابر، بل شكل محطة نضالية حاسمة في مسار تمكين نساء التعليم، وإبراز أصواتهن في معركة الدفاع عن المدرسة العمومية، وعن مجتمع تسوده العدالة والمساواة والكرامة.
لقد عبرت نساء النقابة الوطنية للتعليم عن وعي متقدم بدورهن، وبحجم التحديات، وأكدن أن المعركة من أجل الحرية والكرامة تبدأ من الصفوف الأمامية للعمل النقابي، ومن موقعهن كمربيات أجيال وصانعات للوعي الاجتماعي والسياسي.
وفي ظل استمرار التهديدات التي تواجه المنظومة التعليمية، فإن تعزيز حضور النساء في الفعل النقابي، ورفع صوت المرأة الشغيلة، يبقى خياراً استراتيجياً لبناء نقابة قوية، موحدة، وديمقراطية.
عاشت منظمتنا صامدة مناضلة وعاشت الشغيلة التعليمية